فصل: فصل في صفة قشر العظم الفاسد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في أدوية جراح العصب وقروحها:

علك البطم من أجود أدوية جراح العصب وأما أمثال الصبيان والنساء ومن مزاجه شديد الرطوبة فيكفيه مثل علك البطم وحده ذروراً مع قليل زيت يلينه ويلزجه إن كان يابساً والراتينج بدله.
وأما من هو أجف مزاجاً وأصلب لحماً فيجب أن يخلط به أوفربيون ونحوه إما عتيق وإما حديث وإما قليل وإما كثير بحسب مزاج البدن وسحنته ويكون المبلغ من القوي الحديث جزءاً من إثني عشر جزءاً من القيروطي أو علك البطم أو نحو ذلك إلى الثلث من القيروطي أو ما يمازجه وقد يخلط به غير الأوفربيون من لبن اليتوع فإنه عجيب ومن الحلتيت ومن السكبينج ومن الجاوشير ومما هو أضعف البورق ورغوته والكبريت سخناً بالزيت على قدر ووسخ الحمام وزهرة حجر أستيوس وكل جذاب للرطوبات إلى خارج والزاج أيضاً ورماد مخلص النحاس والسرنج ولزاق الذهب وربما لم يوجد في أوائل جراحات العصب إلا الخمير ويستعمل وينتفع به ويجذب من عمق جذباً جيداً وكثيراً ما ينتفع بوسخ كورات النحل إذا لم يحضر الفربيون أو دقيق الشيلم بماء الرماد ضماد أو استعمال علك البطم أول شيء يبدأ به وبعده مثل مرهم الباسليقون مقوى بماء يحتاج أن يقوى به مما ذكر وربما خلطوا بالقيروطيات ليسخنها نورة ويجب أن تكون مغسولة وأجودها المغسول بماء البحر في الشمس الحارة وكلما غسلته أكثر صار أنفع.
ومن الأدوية الجيدة دواء جالينوس المؤلف من: الشمع والراتينج والأوفربيون والزفت الزيت الغليظ من كل واحد نصف جزء ومن الزيت جزء ودهن البلسان مع لطافته ليس بكثير الإسخان أقول لسرعة تحلله.
وإذا كانت الجراحة وخزة أو نخسة ولم يصحبها ورم ولا عفونة فيجب أن يستعمل مرهم الأوفربيون أو خرء الحمام يجعل في البدن الألطف أوفربيون وفي الأكثف ذرق الحمام تزيد وتنقص على حسب ما ترى من حال البدن وسحنته ومزاجه ومع ذلك فلا يجب أن تترك فم الوخزة يلتحم البتّة وتوسع إن كنت ضيقة ثم اعلم أن الدواء المحتاج إليه في الوخز يحتاج أن يكون أقوى من المحتاج إليه في الشق.
وإذا عرضت في الجراحات عفونة فالسكنجبين جيد ودقيق الكرسنة.
وأما إذا عرضت أورام فدقيق الشعير ودقيق الباقلا ودقيق الكرسنة أيضاً وقد طبخته بماء الرماد أو ماء ساذج فيه قوة من السكبينج.
وإذا رأيت الجراحة أقبلت لم تتخوف حينئذ من استعمال الميجنتج عليها فيجب أن تستعمل الأدوية مدونة فيه أما في أقوياء البدن فأقراص بوليداس تدوفه ثم تسخنه وتأخذه لخرقة ليّنة منفوشة وتضعه عليه.

.فصل في الأورام التي تعرض للعصب المجروح:

قد عرف مما سبق في تعريفاً في قانون علاج جراح العصب وجه ما لعلاج الأورام التي تعرض لها إذا خرجت ويجب أن نزيد ذلك بسطاً فنقول ما قال جالينوس في كتاب قاطاجانس قال: إن حدث في جراحات العصب والأعضاء العصبية فلغموني فإن كان الفلغموني قوية ملهبة جداً ينبغي أن تستعمل في علاجها الأدوية المتخذة بالخلّ والأحجار المعدنية التي قد ذكرناها وأكثر منها في المقالة الثانية من قاطاجانس واحدها هذا.
ونسخته يؤخذ من الزاج تسعة دراهم ونصف وربع ومن القلقديس درهم وربع ومن توبال النحاس أوقيتين ودرهمين ونصف ومن قشار الكندر أوقية ونصف ومن البارزد أوقية ومن الشمع سبع أواق ومن الزيت تسع أواق ومن الخل الثقيف رطلين وربع تسحق الأدوية اليابسة بالخل عشرة أيام ويذوب ما يذوب ويبرد ويخلط الجميع في قدر تسحق الأدوية اليابسة بالخل عشرة أيام ويذوب ما يذوب ويبرد ويخلط الجميع في قدر ويحرك تحريكاً مستقصى حتى يستوي وينبغي أن يقطر على العضو العليل من الزيت مرتين أو ثلاثاً في اليوم وعند وضع هذا الدواء عليه ينبغي أن يوضع عليه من خارج صوف قد بل بخل وزيت مسخنين معتدل الحرارة فإنه ليس شيء أضر أصلاً للأعصاب العليلة ولا أردأ عليها مما كان بارداً فإن احتجت أن تضمّد هذه الأعضاء في حال بالضماد المتخذ بالخل والعسل والرماد فينبغي أن يكون الضماد مطبوخاً.
وأن يكون دقيقه دقيق الكرسنة فإن لم يحضرك فاستعمل دقيق الباقلا أو دقيق الشعير.

.فصل في رض العصب ووثيه:

وإذا أصاب العصب رض فإنه إن لم تكن معه جراحة ولا ورم فعالج بما يسكن الوجع.
وكذلك إذا حدث ورم فلا تعالجه بما يفخر مثل ماء الرماد ونحوه بل عالجه بالمسكنات للوجع وكذلك يجب أن ينطل العضو بالدهن المسخن تنطيلاً متصلاً ويكون في قوة ذلك الدهن إرخاء وتحليل.
ومن الأدهان الفاضلة في ذلك: دهن الشبث ودهن الأقحوان ودهن السذاب وكذلك الضمادات الموافقة من ذلك.
والخطمي عجيب إذا دق ووضع على العصب المرضوض ولحم الصدف عجيب وربما عولجوا بالبلبوس المهري.
وأما إن كان هناك ورم فالتدبير في تسكين ورمه أن يستعمل عليه عقيد العنب مع شراب وقليل خل وزيت بمقدار فصد ويسحق باعتدال ويغمس في ماء صوف وسخ وخصوصاً صوف الزوفا وليضع عليه فإن كان هذا الألم في المفاصل فهنالك أولى بأن يسكن الوجع ويجعل الدواء أقوى ومركباً بما يخضج ويحلل لكن مع قبض معتدل ليقابل به الورم ولا يزيد فيه.
وانظر في الوجع والورم واقصد قصد أشدهما إهماماً.
وإذا لم يكن وجع فتبسطه واستعمل القوية مثل ماء الرماد والخل والشراب أيضاً وإذا كان الورم قد طالت مدته فقو الدواء واجعل تحليله أشد ولا يهمنك أن تجعل فيه قبضاً البتّة مثل الدواء القوي المتخذ بماء الرماد وما يتخذ بوسخ الحمام.
وأما إن كان هناك في الجلد جراحة أيضاً فيحتاج إلى ما فيه تجفيف قوي وجمع وشد تضمّ به الأجزاء من المرضوض وينفع الجرح فإن لم يصب الجلد شيء من الرض والجرح فاستعمل الأضمدة المتخذة من مثل دقيق الباقلا وخل وعسل وهو دواء جيد وإن أردت أن يكون أقوى تجفيفاً جعلت فيه دقيق الكرسنة.
وإن أريد أن يكون أقوى أيضاً جعلت فيه أصل السوسن وإن كانت الجراحة بحيث لا يلتفت إليهِا عولج العصب بما يمنع تورّمه ولم تشتغل بها.
ولحم الصدف عجيب وربما عولجوا بقيروطي من ملح والضمّاد بالكندر والمر عام النفع في الحالين.
وإن كان مع الأمرين وجع مبرح فيجب أن يخلط مع الأدوية زيت ويضمّد بذلك حاراً ويجب أن يحذر في وثي العصب الماء فلا يقرب لا حاراً ولا بارداً بل تستعمل الأدهان التي فيها قوة الرياحين اللطيفة القباضة مسخّنة والأفاويه التي بهذه الحال.
وأما حكم عصب فاسد ربما عرض لشظيّة من العصب فساد ويحتاج أن يستخرج فيجب أن يستخرج استخراج العرق المدني.
هذا أكثره يحدث عن ضربة أو سقطة وإذا غمز أحس معه بخدر وعلاج صلابة العصب قريب من علاج الأورام الصلبة والدشبذات وقد ذكرنا في جداول الأدوية المفردة وفي القراباذين ما يحتاج أن نذكره من أدويته والذي نذكره ههنا أدوية مجربة في ذلك منها خفيفة مثل أن يؤخذ مقل اليهود وزن عشرة دراهم فينقع في الماء ويداف فيه ويعجن به مثله أصل الخطمي المسحوق جداً ويضمّد به.
وكذلك أصل السوسن معجوناً بعقيد العنب وأيضاً الأشق والقنّة والفربيون يجمع بدردي الزيت.
وأيضاً يؤخذ بزر المر ويتخذ ضماداً بالميجنتج.
وأيضاً يؤخذ الدياخيلون مع نصفه بعر الماعز غاية.

.فصل في ذكر أمراض العظام:

قد تعرض في العظام أيضاً أمراض من فساد المزاج ومن انحلال الفرد والانكسار والخلع ومن التعفّن والتقرح والتقشر ونحن نتكلم في الكسر والخلع المحتاجين إلى الجبر بعد هذا الموضع.
وأما المحتاج من ذلك إلى غيره من الدواء فنذكره ههنا مستعينين بالله.

.فصل في ريح الشوكة وفساد العظم:

ريح الشوكة سببه أخلاط حادة تنفذ في العظم وتأكله ومذهب ريح الشوكة مذهب وجع المفاصل إلا أن المادة في وجع المفاصل تكون في اللحم وفي ريح الشوكة تكون في العظم وتكون دبابة تفسد العظم جزءاً بعد جزء قال قوم إن الشوكة تسبح في جميع البدن بسبب قرحة وليس بثبت.

.فصل في علامات فساد العظم:

إنه إذا عرض للعظم فساد رأيت اللحم فوقه ترهّل ويسترخي ويأخذ طريق النتن والصديد وينفذ فيه المِروَد إلى العظم أسهل ما يكون فإذا وصل إلى العظم لم تجده أملس يزلق منه بل يلصق به قليلاً وكأنه يجد شيئاً غير ثابت في نفسه بل قد تفتّت أو تعقن وربما تخشخش ولان وخصوصاً إذا لم يكن الفساد في الابتداء فإنه في وقت الإبتداء لا يظهر ذلك بالمِروَد بل ربما دل زلقه المفرط عند قرعه على فساده من حيث أنه إذا زلق فيه الميل في كل جانب دلّ على تبرؤ الغشاء عنه وذلك لفساده الذي ابتدأ والذي يبتدىء حين فسد اللحم فوقه وإذا كشفت عنه وجدته متغيّر اللون وكثيراً ما يتقدّمه ورم وفساد من اللحم أولاً وموت ثم يدب إليه.
فصل في علاجه:
علاج فساد العظم هو حكه وإبطاله أو قطعه ونشره سواء كان ناصوراً أو لم يكن فإنه لا بد من حكه وجرده أو كي المبلغ الفاسد منه لتسقط القشور الفاسدة ويبقى الصحيح وقد تسقط قشور العظام بأدوية أيضاً مثل ما تسقط قشور عظام الرأس وغيره.
ومن ذلك دواء مجرب.
وصفته: يؤخذ زراوند إيرسا مر صبر لحاء نبات الجاوشير فينك محرق توبال النحاس قشور الصنوبر ويجمع وهو عجيب يسقط قشور العظام وينبت اللحم الجيد عليها.
وإن كان فساد العظم أغوص من ذلك فلا بد من تقويره وان كان الفساد بلغ المخ لم يكن بد من أخذ ذلك العظم بمخّه وإن كان الفساد مما لا يبرئه إلا القطع والنشر لكل عظم أو لطائفة كبيرة منه فلا بد منه فاعرف الموضع الذي يجب منه أن يقطع بأن تدور المِرْوَد إلى أن تبلغ الموضع الذي تجد فيه التصاق العظم بالغاً فهنالك الحدّ.
وأما إذا كان العظم الفاسد مثل رأس الفخذ والورك ومثل خرز الظهر فالإستعفاء من علاجه أولى بسبب النخاع وإذا كان فساد العظم متوقعاً على أنه تابع لفساد اللحم الذي اتفق وقوعه أولاً فالتبرئة وأخذ اللحم عنه هو علاجه ويجب أن تبرد العضو الصحيح بالأطلية التي عرفتها في باب فساد اللحم ويبرد اللحم المكشوف عَنه أيضاً بمثلها.

.فصل في صفة قشر العظم الفاسد:

قال يشال اللحم عن العظم بأن تلقى في طرفه خيطاً تمد به إلى فوق وخذ عصابة فمد بها العضو أو غيره من ذلك الموضع إلى أسفل لئلا تصيب أسنان المنشار وانشره وإذا احتجت أن تنشر ضلعاً أو عظماً تحته صفاق أو شيء شريف مثل صفاق الأضلاع والنخاع فاجعل تحت المنشار صفيحة تحفظ بها العضو الشريف.
وإن كان اللحم على استدارته كله مكشوفاً فانشره لأنه لا ينبت اللحم على العظم الذي قد انكشف من جميع جوانبه وإن كان أجزاء العظم الفاسدة قريبة من مفصل فاخرجها من المفصل وإن فسد عظم الذراع كله أو الساق فلينزع كله وأما رأس الفخذ والورك وخرز الظهر إذا فسدت فاستعف من علاجها لمكان النخاع.

.فصل فيما يبقى في شظايا العظم وقشوره في القروح المندملة:

الأجود أن لا تستعجل في إخراجها بل تترك إلى الطبيعة وتعان وذلك بجذب يسير لما يخرجها في مدة غير عاجلة ولا تحرك بالأدوية وعمل اليد فإن المستخرج كرهاً لا يخلو عن إحداث قروح ناصورية فإذا مال دفعته الطبيعة إلى الجلد وأخذ يخرج وقد تبرأ فحينئذ بيان وتلحم الجراحة.
وكذلك الحكم في شظايا وأغشية من حقها أن تبين فإنك إن استعجلت وأخرجتها كرهاً كان فيه خطر التشنج والاختلاط والحمّيات فإن تقيحت لم يكن فيها كثير مضرة.
فأما إن شئت أن تعرف أدوية ذلك فمنها دواء بهذه الصفة ونسخته: يؤخذ زيت عتيق وشمع أصفر ووسخ الكوّارات يكونان جميعاً مثل الزيت ثم يذاب الجميع ثم يؤخذ جزء فربيون وجزء لين اليتوع وثلاثة أجزاء زراوند يتخذ منها مثل القيروطي.
أخرى: يؤخذ أيضاً أشقّ ومقل فيُلَتان بدهن السوسن ثم يجمع الجميع بالسحق مرهماً ويوضع عليه فإنه مما يخرج العظم بسرعة.

.فصل في أدوية كسر العظام:

للكسر علاج باليد نذكره وعلاج بالأدوية نذكرها نافعة من كسر العظام ومن الوثي.
طلاء للكسر والوثي: يؤخذ مغاث ماش مقشر عشرة عشرة مر صبر خطمي أبيض أقاقياً خمسة خمسة طين أرمني عشرين يطلى ببياض البيض إن كان ورم حار.
أيضاً: يؤخذ ورق الأثل والسرو والآس والخلاف يدقّ ويعصر ويؤخذ سك وورد وبصل النرجس مر وبابيلون وصندل أحمر وطين أرمني ولاذن وفوفل وقمحة وخطمي وماش وأقاقيا وإكليل الملك ومرزنجوش وزد فيه ورداً وإن احتجت إلى الإسخان فالقِ فيه المرزنجوش والراسن والسرو.
صفة دواء نافع للكسر والوثي مع ورم حار: يؤخذ ماش مقشر عشرون درهماً مغاث ومن ريته: ورق الآس ولاذن وسك وزعفران وطين.
أيضاً جيد للرض والوهن نافع للكسر والوثي والخلع: مغاث ماش أقاقيا خطمى طين صبر مر يطلى بماء الآس.